نبوات باكر يوم الجمعةمن الاسبوع الخامس من الصوم المقدس
من سفر التثنية لموسى النبي
( 11 : 29 ـ 12 : 1 ـ 27 )
ويكُون إذا أدخلك الربُّ إلهُك إلى الأرض التي أنت صائرٌ إليها لترثها فاتلُ البركة على جبل جِرِزِّيم واللَّعنة على جبل عيبال. وهُما على عبر الأُردُنِّ وراء طريق غُرُوب الشَّمس في أرض الكنعانيِّين المقيمين بالسهل مُقابل الجلجال عند بلُّوطات مُورة. لأنَّكُم عابرُون الأُردُنَّ لتدخُلُوا وتملكُوا الأرض التي أعطاكُم الرب إلهكُم ميراثاً كُل الأيَّام، لتمتلكُوها وتسكنُون فيها، فاحرصُوا على جميع أوامره وأحكامه هذه التي تحفظُونها في الأرض التي أنا واضعٌ أمامكُمُ اليوم.
وهذه هي الرسُوم والأحكامُ التي تحفظُونها لتعملُوها في الأرض التي أعطاك الربُّ إلهُ آبائك لتملكها كُلَّ الأيَّام التي تحيونها على الأرض. تُخربُون جميع الأماكن تخريباً حيثُ عبدت الأُممُ التي ترثُونها على الجبال الشَّامخةِ وعلى التِّلال وتحت كُلِّ شجرةٍ خضراء، وتهدمُون وتُكسِّرُون أنصابهُـم وتُقطِّعُـون غاباتهـُم منقُـوشـات آلهتهـم تُحـرقُـونها بالنَّاروتمـحُـون أسماءهم مِن ذلك الموضع.
لا تصنعُوا هكذا نحو الربِّ إلهكُم، بل الموضع الذي يختارُهُ الربُّ إلهكُم مِن جميع أسباطكُم ليدعى اسمهُ هناك وتبنونه وإلى هناك تقبلُون وتُقدِّمُون إلى هناك مُحرقاتكُم وبكُوراتكُم ونُذرُوكُم وتطوعاتكُم ورفائع أيديكُم وأبكار بقركُم وغنمكُم وتأكُلُون هناك أمام الربِّ إلهكُم وتفرحُون بجميع ما تمتدُّ إليهِ أيديكُم أنتُم وبُيُوتكُم كما بارككُمُ الربُّ إلهكُم. لا تصنعُوا كما نحنُ صانعُون هنا اليوم أن يفعل كُلُّ واحدٍ ما يحسُن في عينيهِ.
فإنَّكُم لم تبلغُوا بعد الراحة والميراث الذي يُعطيكُم الربُّ إلهكُم. فإذا عبرتُمُ الأُردُنَّ وسكنتُم الأرض التي يعطيكُم الربُّ إلهكُم ميراثاً وأراحكُم مِن جميع أعدائكُمُ المحيطين بكُم وسكنتُم مطمئنين، فأي موضع يختارهُ الربُّ إلهكُم ليُحلَّ فيهِ اسمه فإليهِ تأتُون بجميع ما أنا آمركُم بهِ مِن مُحرقاتكُم وذبائحكُم وعُشُوركُم ورفائع أيديكُم وقرابينكُم وكُلَّ خيار نُذُوركُمُ التي تنذُرُونها لإلهكُم. وتفرحُون أمام الربِّ إلهكُم أنتُم وبنُوكم وبناتُكُم وعبيدُكُم وإماؤُكُم واللاَّويون الذين في أبوابكُم إذ ليس لهم نصيبٌ ولا إرثٌ معكُم.
واحذر أن تُصعد مُحرقاتك في أي موضع رأيته، إلاَّ الموضع الذي يختارُهُ الربُّ إلهك في إحدى مُدنك، فهُناك تُصعدُ مُحرقاتك وتصنع جميع ما آمرك بهِ اليوم. لكن مِن كُلِّ ما اشتهت نفسُك تذبحُ وتأكُلُ لحماً حسب بركةِ الربِّ إلهك التي أعطاك في جميع مُدنك، النَّجسُ والطَّاهرُ يأكُله كالظَّبي والأُيَّل. وأمَّا الدَّمُ فلا تأكُله، بل أرقه على الأرض كالماء. لا يجوز لك أن تأكُل في مُدنك أعشار برَّك وخمرك وزيتك وأبكار بقرك وغنمك وكُل نُذُورك التي تنذُرُها وتطوعاتك وتقدِّمة يديك، ولكن أمام الربِّ إلهك تأكُلُها في الموضع الذي يختارهُ الربُّ إلهُك أنت وابنُك وابنتُك وعبدُك وأمتُك والغريب في مدينتُك وتفرحُ أمام الربِّ إلهك بما امتدَّت إليهِ يدُك. واحذر أن تهمل اللاَّويَّ كُلَّ أيَّامك التي تحياها على الأرض. وإذا وسَّع الربُّ إلهُك تُخمك كما كلَّمك وقُلت آكُلُ لحماً، لأنَّ نفسك اشتهت أكل اللحم، فمِن كُلِّ ما تشتهي نفسُك تأكُلُ لحماً.
وإن بَعُدَ عنك الموضع الذي اختارهُ الربُّ إلهُك ليُذكر فيه اسمه فاذبح مِن بقرك وغنمك التي أعطاك الربُّ إلهُك كما أمرك وكُلْ في مدنك مِن كُلِّ ما اشتهت نفسُك. كما يُؤكلُ الظَّبيُ والأُيَّلُ هكذا تأكُلُهُ النَّجسُ والطَّاهرُ يأكُلانهِ بلا فرق. لكن إياك أن تأكُل الدَّم لأنَّ الدَّم هو النَّفس فلا تأكُل النفس مع اللَّحم، لا تأكُلهُ، بل أرقه على الأرض كالماء. لا تأكُلهُ فتصيب خيراً أنت وبنوك مِن بعدك إذا صنعت الخير أمام الربِّ إلهك وما يرضيه. لكن أقداسُك التي لك ونُذُورُك فتحملُها وتذهبُ بها إلى الموضع الذي يختارهُ الربُّ إلهُك ليدعى اسمهُ هُناك، وقرب مُحرقاتك لحماً ودماً على مذبح الربِّ إلهك. ودَّم ذبائحُك يُراق على مذبح الربِّ إلهك واللَّحم تأكُلهُ.
مجداً للثالوث القدوس الهنا الى الأبد و إلى أبد الآباد كلها آمين
من سفر الملوك الأول ( 17 : 2 ـ 24 )
وكان كلامُ الربِّ إلى إيليَّا قائلاً: امض مِن ههنا وتوجه نحو الشَّرق واختبئ عند نهر كريت الذي تجاه الأُردُنِّ فتشرب مِن النَّهر وقد أمرتُ الغربان أن تعُولك هُناك. فانطلق وعمل بحسب كلام الربِّ وذهب فأقام عند نهر كريت الذي هو مُقابلُ الأُردُنِّ. فكانت الغربانُ تأتيهِ بخُبز ولحم صباحاً وخُبز ولحم مساءً وكان يشربُ مِن النَّهر. وكان بعد أيَّام جف النَّهر لأنَّهُ لم ينزل على الأرض مطرٌ. وكان إليهِ كلامُ الربِّ قائلاً: قُم وامض إلى صرفة التي لصيدُون وأقم هُناك، هُوذا قد أمرتُ هُناك امرأةً أرملةً أن تعُولك. فقام ومضى إلى صرفة، وسار إلى باب المدينةِ فإذا هُناك امرأةٍ أرملةٍ تقُشُّ حطباً فناداها وقال لها هاتي لي قليل ماءٍ في إناءٍ لأشرب. وفيما هي ذاهبةٌ لتأتي بهِ ناداها وقال لها هاتي لي كسرة خُبز في يدكِ. فقالت حيٌّ هو الربُّ إلهُك إنَّهُ ليس عندي كعكةٌ إلاَّ مِلءُ راحة دقيقاً في الكُوَّار وقليلٌ مِن الزَّيت في قسط وها أنا أجمع عُودين مِن الحطب لأدخل وأصنعه لي ولابني ونأكُلهُ ثُمَّ نمُوتُ.
فقال لها إيليَّا لا تخافي ادخُلي فاصنعي كما قُلتِ ولكن اصنعي لي مِن ذلك أوَّلاً كعكةً صغيرةً وأتيني بها ثُمَّ اعملي لكِ ولابنكِ أخيراً، لأنَّهُ هكذا قال الربُّ إلهُ إسرائيل إنَّ كُوَّار الدَّقيق لا يفرُغُ وقسط الزَّيت لا ينقُصُ إلى اليوم الذي فيهِ يُعطي الربُّ مطراً على وجهِ الأرض. فمضت المرأة وصنعت ( كما قال إيليَّا ) وأعطتهُ وأكلت هي معه وابنها أيَّاماً. وجرة الدَّقيق لم تفرُغ وقارورة الزَّيت لم تنقُص حسب قول الربِّ الذي تكلَّم عن يد إيليَّا.
وكان بعد هذا أن ابن المرأة صاحبةِ البيت مرض وكان مرضهُ شديداً جـداً حتى لم تبـقَ فيـهِ نسمةٌ. فقالت المرأة لإيليَّا مـا لي ولك يـا رجُـل اللَّه، هل جئت إليَّ لتذكير ذنوبي وإماتة ابني. فقال إيليَّا للمرأة: أعطيني ابنكِ، وأخذهُ مِن حضنها وصعد بهِ إلى العُلِّيَّةِ التي كان مُقيماً بها وأضجعهُ على سريره وصرخ إلى الربِّ وقال: ويل لي أيُّها الربُّ إلهي أإلى الأرملةِ التي أنا نازلٌ عندها قد أسأت أيضاً وأمت ابنها. وتمدَّد على الغلام ثلاث مرَّات وصرخ إلى الربِّ وقال: أيُّها الربُّ إلَهي لترجع نفسُ الغلام إلى جوفهِ. فسمع الربُّ لصوت إيليَّا وعادت نفسُ الغلام إلى جوفهِ وعاش. فأنزله مِن العُلِّيَّة إلى البيت ودفعهُ إلى أُمه. وقال إيليَّا: انظُري، قد عاش ابنك. فقالت المرأةُ لإيليَّا: الآن علمتُ أنَّك رجُلُ اللَّه وأنَّ كلام الربِّ في فمك حقاً.
مجداً للثالوث القدوس الهنا الى الأبد و إلى أبد الآباد كلها آمين
من أمثال سليمان الحكيم ( 5 : 1 ـ 12 )
يا ابني أصـغِ إلى حكمتي، وإلى كلامي أمل أُذُنك لكي تحفظ التدابير ومعرفة شفتي أُوصيك بها. لا تلتفت إلى المرأة الشريرة، لأنَّ شفتي الأجنبيَّة تقطُران شهداً وحنكُها أنعمُ مِن الزَّيت، لكنَّ عاقبتها مُرَّةٌ مثل العلقم حادَّةٌ كسيفٍ ذي حدَّين. لأنَّ أقدام الجهال تنحدر إليها، فتجتذبهم بالموت إلى الجحيم، وخطواتُها لا تثبُت لا تبلغ إلى سبيل الحياة تنحرف خطواتُها ولا تشعُر. فالآن يا بني اسمع لي ولا تحيد عن أقوالي. أبعد طريقك عنها ولا تَدنُ مِن أبواب بيتها، لئلاَّ تدفع حياتك للآخرين ومالك لغير الرحماء، لئلاَّ يشبع الغرباء مِن قُوَّتك وأتعابُك لا تُعطيها للآخرين، فتندم في أخرتك عند فناء لحمك وجسمك وتقُول كيف أنِّي أبغضتُ الأدب ورذلَ قلبي التَّوبيخ.
مجداً للثالوث القدوس الهنا الى الأبد و إلى أبد الآباد كلها آمين
من سفر إشعياء النبي ( 43 : 1 ـ 9 )
والآن هذا ما يقولهُ خالقُك يا يعقوب وجابلُك يا إسرائيلُ، لا تخف فإنِّي قد افتديتُك، ودعوتُك بِاسمك، إنك لي. إذا اجتزت في المياه فإنِّي معك وفي الأنهار فلا تغمُرُك، وإذا سلكت في النَّار فلا تحترق ولا يلفحُك اللَّهيبُ. لأنِّي أنا الربُّ إلهُك قُدُوسُ إسرائيل مُخلِّصُك، وقد جعلتُ مِصر فديةٌ عنك وكُوش وسبا بدلاً منك. وإذا قد صرت كريماً في عينيَّ ومجيداً فإنِّي أحببتُك وأُعطي أُناساً بدلاً منك ورُؤساء عوض رأسك. لا تخف فإنِّي معك.
وسآتي بنسلك مِن المشرق وأجمعُك مِن المغرب. أقُولُ للشَّمال هات وللجنُوب لا تمنع، اِيتِ ببنيَّ مِنْ بعيدٍ وببناتي مِنْ أقاصي الأرض، كُلِّ مَن يدعي بِاسمي فإنَّ لمجدي خلقتُهُ وجبلتُهُ وصنعتُهُ. أخْرِج الشَّعب الأعمَى عيونهم هكذا غير مُبصرة وآذانهُم صماء. قد اجتمعت كُل الأُمم جميعاً واحتشدت الرُؤساء، مَنْ مِنهم يُخبركُم بهذا ويعلمكُم بالأوَّائل، فليقدِّمُوا شُهُودهُم ويتبرَّرُوا، أو فليسمعُوا ويقُولُوا هذا حقٌّ.
مجداً للثالوث القدوس الهنا الى الأبد و إلى أبد الآباد كلها آمين
من سفر أيوب الصديق ( 30 : 9 ـ 32 : 5 )
أمَّا الآن فصرتُ لهُم أُغنيةً وأصبحتُ عندهُم مثلاً. وقد أبغضُوني، وتباعدُوا عنِّي ولم يحتشمُوا أن يبصقُوا في وجهي. لأنَّهُ فتح قوسه وقهرني أطلقُوا عنانهم في وجهي، قام فراخهم عن يميني يزلُون قدمي ويمهدُون إليَّ سبُل العطب. وأفسدُوا عليَّ مسلكي، عراني مِن ثيابي وطعنني بسهامه، ودانني كما أراد. قد تهافتت عليَّ الأهوال، وذهب رجائي كرِّيح عاصف فاضمحل خلاصي كالسَّحاب. فالآن نفسي تنهال عليَّ وأيَّام بُؤس أخذتني.
في اللَّيل تنتخر عظامي وعروقي تنحل. بكثرة الشِّدَّة تنكَّر لباسي، مِثل جيب قميصي حزمتني. وجعلتني مثل الطين وقسمتي مثل التُّراب والرَّماد. إليك أصرُخُ فما تجيبني، وقفوا وراقبوني قاموا عليَّ بلا رحمة، جلدتني بيد قوية، صورتني بالأتعاب، طرحتني بعيداً عن النجاة. أعلمُ أنَّ الموت مُبتلعي لأنَّ بيت جميع الخطاة هو التُّراب، ليتني أستطيع أن أقتل نفسي وحدي، أو أسال آخر فيرفعني. ألم أبكِ على غير الأقُوياء ( الضعفاء )، وأتنهد متى رأيت إنساناً في ضنك. أنا كُنت في الخيرات فجاءت عليَّ بالحرى أيَّام البُؤس، هاجت عليَّ أمعائي ولم أهدأ، وبادرتني أيَّام المسكنة. مشيتُ مُتنهداً ولم أسكُت، أقُوم في الجماعة مُستغيثاً.
صرتُ أخاً لبنات آوى وصاحباً للنَّعام. اسُود جلدي عليَّ وعظمي احترَّ. صارت قيثارتي للنَّوح ومزماري لصوت البكاء. قد عاهدت عينيَّ أن لا أتأمل في عذراء. وإلاَّ فما نصيبي مِن عند اللَّهِ مِـن فُـوق وميـراثي مِـن عنـد القديـر مِـن الأعالـي. الُويـل والهـلاك للظَّالـم والبوارُ لفاعلي الإثم، ألست مبصراً طُرُقي ومُحصياً جميع خطواتي. هل سلكت مع المستهزئين أو عجلت رِجْلِي إلى المكيدة، ليزنِّي في ميزان العدل وليعرف اللَّهُ سلامتي، إن كان خطوي قد جار عن السبيل أو اتبع قلبي هوى عينيَّ أو لصق بكفِّي عيبٌ فلأزرع أنا ويأكُل آخر ولتتأصل فُرُوعي في الأرض. إنْ كان قلبي قد هام بامرأة آخر أو جلستُ على بابها فلتطحن امرأتي لآخر ويسبي أطفالي ( وليقع عليها آخرُون )، وسخط غضب يحل برجُل يفسد امرأة، نار تأكُل مِن كُلِّ ناحية إلى الهاوية وتستأصل كُلَّ محصُولي. إن كُنتُ رفضتُ حقَّ عبدي وأمتي في دعواهُما عليَّ فماذا أصنعُ حين يسألني الربُّ وكيف أجيبهُ حين يفتقد. أليس كما تكُونت في البطن تكُون هو وواحدٌ كوننا في الرَّحم.
هل منعت البائسين طلبتهم أو أفنيتُ عين الأرملةِ، إن كُنت أكلتُ خُبزي وحدي ولم يأكُل مِنه اليتيم، بل إياه مُنذ صباي ربيته كأب وإياها ومِن بطن أُمِّي هديتُها، إن كُنتُ رأيتُ هالكاً مِن العري ولم أكسه ولم يُباركني حقواهُ وقد استدفأ بجزَّة غنمي، وإن كُنتُ رفعتُ يدي على اليتيم لمَّا كان لي كُل العون فلتسقُط عضُدي مِن كتفي ولتنكسر ذراعي مِن قصبتها. مِن أجل أن خشيت اللَّه أفزعتني ومِن جلالهِ لم أستطع. إن كُنتُ جعلتُ الذَّهب معتمدي أو قُلتُ للإبريز أنت مُتَّكلي، إن كُنتُ قد فرحتُ إذ كثُرت ثروتي أو فرحتُ بسقوط عدوي ولأنَّ يدي قد أصابت وفراً، إن كُنتُ قد نظرت إلى الشَّمس حين أضاءت أو إلى القمر يسيرُ بالبهاءِ وغويَ قلبي سراً وقبل فمي يدي إنَّها جريمةٌ تُرفع إلى القضاء لأنِّي أكُونُ قد كفرتُ باللَّـهِ العلي.
إن كُنتُ قد فرحتُ ببليَّة مُبغضي وقال قلبي حسناً أتُرى تسمع أُذني لعنتي أو أتكـلم علـى شعـب أهانني، بـل لـم أدع فمي يخطأ بأن يُطلب نفسه بلعنةٍ، ألم يكُن أهلُ خبائي يقولُون مَن يأتي بأحدٍ لم يشبع مِن لحم مائدته لذلك أنا مسرُوراً جداً إنَّهُ لم يبت غريبٌ في الخارج، بل كان بابي مفتُوحاً لكُلِّ قادم، إن كُنتُ قد أخطأتُ ولم أعلم وكتمت معصيتي ولم أخجل مِن الجمهُور الكثير أن أظهرها أمامهم،
إن كُنتُ قد تركتُ مسكيناً خارج بابي فمالَ فارغاً ـ مَن لي بمَن يسمعُني، أخشى يد الرب هوذا إمضائي، حتى على كتفي أحمله وأجعله لي إكليلاً، كُنتُ أقرأه ولا أمزقه وأقدمه له ولم آخذ شيئاً مما له عليَّ ـ إن كانت الأرض قد صرخت عليَّ وتباركت خطوط حرثها أو كُنتُ قد أكلتُ ريعها بلا فضَّةٍ أو أتلفتُ نفُوس أربابها وأتعبتها فلينبُت الزوان فيها بدل الحنطة والعوسج بدل الشَّعير وانتهى أيُّوب مِن كلامه.
فسكت أصحابه الثَّلاثة عن مُحاورة أيُّوب لكونهِ باراً أمامهم. فغضب أليهو بن بركئيل البُوزيِّ مِن عشيرة رام مِن كورة الافسيديتوس، فغضب على أيُّوب جداً لأنَّهُ قال أمام اللَّه إني بارٌ. وأصدقاؤه الثَّلاثة غضبوا عليه جداً لأنَّهُم لم يبق عندهُم جواب وقد استذنبُوا أيُّوب. وكان أليهُو قد صبر على مُجاوبة أيُّوب لأنَّهُ كان أكبر منهُ سناً. فلمَّا رأى أليهُو أنَّهُ لم يبق جواب في أفواه الرِّجال الثَّلاثة اشتد غضبهُ.
مجداً للثالوث القدوس الهنا الى الأبد و إلى أبد الآباد كلها آمين