نبوات باكر يوم الاثنين من الاسبوع الخامس من الصوم المقدس #التراث_المسيحي...

نبوات باكر يوم الثلاثاء من الاسبوع الخامس من الصوم المقدس

نبوات باكر يوم الثلاثاء من الاسبوع الخامس من الصوم المقدس



من سفر العدد لموسى النبي
( 10 : 35 ـ 11 : 1 ـ 35 )

وعند ارتحال التَّابُوت كان موسى يقولُ قُم ياربُّ فلتتبدَّد جميع أعدائك ويهرُب كُلّ مُبغضك مِن أمامك. وعند حُلُوله كان يقولُ ارجع ياربُّ إلى ربوات أُلُوف إسرائيلَ. وكان الشَّعب يتذمر بالشَّرِّ على الرَّبِّ فسمع الرَّبّ واشتد غضبه، فاشتعلت فيهم نارُ الربِّ وأحرقت في طرف المحلَّةِ. فصرخ الشَّعبُ إلى موسى فصلَّى موسى إلى الرَّبِّ فخمدت النَّارُ. فدُعي اسمُ ذلك الموضع مشعلاً لأنَّ نار الربِّ اشتعلت فيهم.

 واشتهى الأخلاط الذين فيهم شهوةً، وجلسُوا يبكُون وقال بنُو إسرائيلمَن يُطعمنُا لحماً. فقد تذكَّرنا السَّمك الذي كُنَّا نأكُلُهُ في مِصر مجاناً والقُثَّاء والبطِّيخ والكُرَّات والبصل والثُّوم. والآن قد يبستْ أنفُسُنا، وأعيُننا لا تَرى شيئاً غير المنّ. وأمَّا المنُّ فكان كبزر الكُزُبرة ولونهُ كلُون المُقل. وكان الشَّعبُ يخرجـُون فيلتقطُونهُ ويطحنُونهُ بالـرَّحى أو يـدُقُّونهُ في الهاون ويطبُخُونهُ في القُدُور ويصنعُونهُ مليلاً. وكان طعمُهُ كطعم قطائف بزيتٍ. ومتى نزلَ الندى على المحلَّة ليلاً كان ينزلُ المنُّ معهُ. 

فلمَّا سمع موسى الشَّعب يبكُون بعشائرهم كُلَّ واحدٍ على بابهِ ( باب خيمتهِ ) وحمى غضبُ الربِّ جداً وكان شرهم أمام موسى. فقالَ موسى للربِّ: لماذا أسأت إلى عبدك ولماذا لم أجد نعمةً في عينيك حتى أنَّك وضعت غضب هذا الشَّعب عليَّ ألعلِّي أنا حبلتُ بجميع هذا الشَّعب أم لعلِّي أنا ولدتهُ حتى تقولَ لي احملهُ في حضنك كما تحملُ الحاضن الرَّضيع إلى الأرض التي أقسمت لآبائهم عليها. مِن أين لي لحمٌ أُعطيه لجميع هذا الشَّعب، فإنَّهُم يبكُون لديِّ ويقُولُون أعطنا لحماً لنأكُل. لست أطيق أن أحمل هذا الشَّعب كُلّه وحدي لأنَّهُ ثقيلٌ عليَّ. 

والآن فإن كُنت فاعلاً بي هكذا فاقتُلني قتلاً إن وجدتُ نعمةً في عينيك، ولا أرى بليَّة هذا الشَّعب. فقال الربُّ لموسى اجمع لي سبعين رجُلاً مِن شُيوخ إسرائيل الذين تعلمُ أنَّهُم شُيوخُ الشَّعب وعُرفاؤهُم وأقْبِلْ بهم إلى خيمةِ الاجتماع فيقفُوا هُناك معكَ، فأنزل أنا وأتكلَّم معك هناك وآخُذ مِنَ الرُّوح الذي عليك وأضع عليهم فيحملُون معك ثِقل هذا الشَّعب فلا تحملُ أنت وحدكَ. وقُل للشَّعب تقدَّسُوا للغد فستأكُلُون لحماً، لأنَّكُم بكيتُم أمام الربِّ وقلتُم مَن يُطعمُنا فإنَّهُ خيراً لنا أن نكون في مِصر.

 أيعطينا الرب لحماً فنأكُل. لا يوماً تأكُلُون ولا يومين ولا خمسة أيَّام ولا عشرة أيَّام ولا عشرين يوماً، بل شهراً مِن الزَّمان إلى أن يخرُج مِن أنُوفكم ويصير لكُم كراهةً لأنَّكُم رفضتُمُ الربَّ الذي في وسطكُم وبكيتُمْ أمامهُ قائلين لِمَّ أخرجنا مِن مِصر. فقال موسى إن الشَّعب الذين أنا فيما بينهم هُم ستُّ مَئةِ ألف راجل، وأنت قُلت إني أُعطيهم لحماً يأكُلُونه شهراً مِن الزَّمان أفيُ لهُم غنمٌ وبقرٌ فيكفيهُم أو يُجمع لهم سمك البحر كُلّه ليكفيهُم. فقال الرَّبُّ لموسى هل تقصُرُ يدُ الرَّبِّ، الآن تَرى أيُوفيك كلامي أم لا.

 فخرج موسى وكلَّم الشَّعب بكلام الربِّ وجمع سبعين رجُلاً مِن شيوخ الشَّعب وأوقفهُم حوالي الخيمةِ. فنزل الربُّ في السحابة وخاطبهُ وأخذ مِنَ الرُّوح الذي عليهِ وجعل على السَّبعين رجُلاً الشُّيُوخ. فلمَّا استقر عليهم الرُّوحُ تنبَّأُوا في المحلَّة إلاَّ أنَّهُم لم يستمرُوا. وبقى رجُلان في المحلَّة اسمُ أحدهمُا ألداد واسمُ الثَّاني ميدادُ فحلَّ عليهما الرَّوح، وكانا مِن المكتُوبين ولكنَّهُما لم يخرُجا إلى الخيمةِ، فتنبَّآ في المحلَّةِ. فركض غُلامٌ وأخبر موسى وقال إن ألداد وميداد يتنبَّآن في المحلَّةِ.

 فأجاب يشُوعُ بنُ نُون خادمُ موسى ( مُنذ حداثتهِ ) وقال يا سيِّدي موسى اردعهُما. فقال لهُ موسى ألعلك تغار لي أنت، ليت جميع شعب الربِّ أنبياء يجعل الربُّ روحهُ عليهم. ثُمَّ انحاز موسى إلى المحلَّةِ هو وشُيوخُ إسرائيل. فخرجت ريحٌ مِن قِبَل الربِّ وساقت سلوى مِن البحر وألقتها على المحلَّةِ نحو مسيرة يوم مِن هُنا ويوم مِن هُناك حوالي المحلَّةِ على نحو ذراعين فوق وجهِ الأرض. فقامَ الشَّعب اليوم كُلّه وغده يجمعُون السَّلوى. 

فجمع أقلهم عشرة أحمار، فسطَّحُوها لهُم مساطح حوالي المحلَّةِ. وبينما اللَّحمُ بعدُ بين أسنانهم قَبل أن يمضغوه حميَ غضبُ الرَّبِّ على الشَّعبِ فضربهم الرَّبّ ضربةً عظيمةً جداً. فدُعي اسمُ ذلك الموضع قبُور الشهُوة لأنَّهُم هُناك دفنُوا فيهِ القوم المُشتهين. ورحل الشَّعب مِن قبور الشهوة إلى حضيروت فكانُوا في حضيرُوت.
مجداً للثالوث القدوس الهنا الى الأبد و إلى أبد الآباد كلها آمين


من أمثال سليمان الحكيم ( 3 : 19 ـ 4 : 1 ـ 9 )

اللَّهُ بالحكمةِ أسَّس الأرض، وبالفطنةِ ثبت السَّمَوات. بعلمهِ تفجَّرت الغمار والغيوم قطرت ندى. يا بُنيَّ لا تبرح هذه عن عينيكَ، احفظ الرَّأي والتَّدبير لكي تحيا بها نفسك وتكون نعمةً لعُنُقك. حينئذٍ تكون العافية لجسدك والشفاء لعظامك لكي تسلُك بسلام في طَريقك آمِناً ولا تعثُر رجلُك. إذا جلست فلا تخف، وإذا اضطجعت فيلُذُّ نومُك. لا تخشى مِن خوفٍ باغتٍ ولا مِن خراب الأشرار إذا جاء. لأنَّ الرَّبَّ يُثبت جميع طُرقك ويُثبت قدميك فلا تزل. 

لا تمنع يدك مِن أن تعمل الخير للمعُوزين حين يكُون في طاقتك أن تساعد. لا تقُل ( لصاحبكَ ) اذهب وعُد فأُعطيكَ غداً وفي مقدُورك أن تُحسن لأنَّك لا تعلم ما يلده الغد. لا تخترع شراً على صاحبك وهو ساكنٌ لديك آمناً. لا تُخاصم إنساناً بدُون سببٍ، إن لم يكُن قد صنع معك شراً. لا تحسد النَّاس الأشرار ولا تغار مِن طُرقهم. لأنَّ المُلتوون رجسُون ولا يجتمعُون مع الأبرار. لعنةُ الربِّ في بيت المُنافقين لكنَّهُ يُباركُ مساكن الصِّدِّيقين. يقاوُم الرب المُستكبر ويُعطي نعمةً للمُتواضع. 

الحُكماء يرثُون مجداًوالحمقى يحملُون هواناً. اسمعُوا أيُّها البنُون تأديب أبيكم وأصغُوا لأجل معرفةِ الفهم. لأنَّ العطية الصالحة التي أنا أُعطيكم إياها كرامة فلا تترُكُوا شريعتي. فإنِّي كُنتُ أيضاً ابناً مُطيعاً لأبي ومحبُوباً عند أُمِّي. وكان يُريني تعليماً ويقولُ لي: ليثبت كلامي في قلبُك، احفظ وصاياي ولا تنساها. اقتنِ الحكمة، اقتنِ الفهم، لا تنسَ ولا ترفض كلام فمي. لا تترك عنك الحكمة فتحفظك. أحببها فتُكرمك. رأس الحكمة ربح الكلمة، وبكُلِّ مُقتناك اقتن الفهم. 

احفظها فتُعلِّيك، أكرمها فتُمجِّدك لتُعطي رأسك إكليل نعمةٍ، وتاج جمالٍ تمنحُك.
مجداً للثالوث القدوس الهنا الى الأبد و إلى أبد الآباد كلها آمين


من سفر إشعياء النبي ( 40 : 1 ـ 8 )

عزُّوا عزُّوا شعبي قال الرب، أيُّها الكهنة طيِّبُوا قلب أُورُشليم ونادُوها بأنَّ ذُلها قد كثر وخطيئتها قد كمُلت أنَّها قد قبلت مِن يد الربِّ ضعفين عن كُلِّ خطاياها. صوتُ صارخ في البرِّيَّة، أعدُّوا طريق الرَّبِّ، قوِّمُوا ( في القفر ) سبيلاً لإلهنا. كُلُّ وادٍ يمتلئ، وكُلُّ جبلٍ وأكمةٍ ينخفضُ، وتصيرُ كُل المعوجات مُستقيمةً، والعراقيبُ سهلة. فيُعلنُ مجدُ الربِّ ويَرى كُلُّ بشرٍ خلاص اللَّه لأنَّ الرب تكلَّم.

 صوت قائلٍ ناد، فقُلت بماذا أُنادي، كُلُّ بشرٍ كعُشبٌ وكُلُّ مجد الإنسان كزهر العُشب، العُشبُ قد يبس وزهره قد سقط، أمَّا كلمة الرَّبّ فتثبت إلى الأبد.
مجداً للثالوث القدوس الهنا الى الأبد و إلى أبد الآباد كلها آمين

من أيوب الصديق ( 25 ، 26 )

فأجابَ بلددُ الشُّوحيُّ وقال السُّلطانُ والمخافةُ لصانع كُلّ شيء في الأعالي. لا يظن أحد أن يثبت (أمامه ) بغش ومَن هم الذين لا يفلتون مِن قِبله. فكيف يتبرَّرُ الإنسانُ لدى الرَّبّ وكيف يُزكى مولُود المرأة. هوذا القمر يأمرهُ فلا يُضيء والكواكبُ غيرُ نقيَّةٍ أمامه، فكم بيِّ الإنسانُ غير الصالح ( الرِّمَّةُ ) وابنُ آدم الدُّودُ. فأجابَ أيُّوبُ وقال مَن عضدت ومَن أعنت أليس ذلك هو الذي لهُ كُلّ الحكمة. ومَن هو الذي سلكت أمامه أليس ذلك هو الذي عنده القوة العظمية. 

عمَن تتكلَّم كلاماً ومَن هو صاحب النسمة التي خرجت مِنك. يرتعد الجبابرة مِن تحت المياه وسُكَّانها الجحيم، مكشوفة لديه والهاوية ليس دُونها حجابٌ. يمُدُّ الشَّمال على الخواء ويُعلِّقُ الأرض على العدم. يحبس المياه في سُحُبهِ فلا يتمزَّقُ الغمام تحتها. يحجبُ وجه عرشهِ وقد نشر عليهِ غمامه. ورسم حداً حول وجهِ المياه نحو مُلتقى النُّور بالظُّلمةِ. أعمدةُ السَّماء تتزعزع وترتاعُ مِن زجره. بقُوَّته يثير البحر وبحكمتهِ يحطمُ تجبره. أعمدةُ السَّماء تخافه، بأمر قتل الحيَّة الهاربة. هذه أطراف طُرقه وما أخفض الكلام والذي نسمعُهُ مِنهُ، أمَّا رعدُ جبرُوته فمَن يدركهُ.

مجداً للثالوث القدوس الهنا الى الأبد و إلى أبد الآباد كلها آمين
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -