نبوات يوم الجمعة من الاسبوع الاول من الصوم الكبير
من سفر التثنية لموسى النبي ( 6 : 3 ـ 7 : 1 ـ 26 )
اِسمع يا إسرائيلُ واحفظ لكي يكون لكَ خيراً ولتَكْثر جداً كما تكلم الرَّبُّ إِله آبائكَ أن يعطيك أرضاً تفيضُ لَبناً وعسلاً. وهذه هى الفرائض والأحكام التي أوصى بِها موسى بني إسرائيل في البريَّةِ عندما خرجوا مِنْ أرضِ مِصر.
اِسمَع يا إسرائيلُ، إن الرَّبُّ إلهك رَبٌّ واحد، فتُحِبُّ الرَّبَّ إلهكَ مِنْ كُلِّ قلبكَ ومِنْ كُلِّ فكرك ومِنْ كُل نَفسكَ ومِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ. ولتكُن هذه الكلماتُ جميعها التي أنا أُوصيكَ بِها اليوم في قَلبكَ.
وفي نفسك وقُصَّها على بنيك وكَلِّمهم بها إذا جلست في بيتك وإذا مشيت في الطريق وحين تَنامُ وحين تَقُومُ. وأُكتُبها علامةً على يديكَ ولتكُن عَصائب بين عَينيكَ. وأُكتُبها على قوائم أبواب بيتِكَ وعلى أبوابِكَ.
وإذا أدخلك الرَّبُّ إلهُكَ إلى الأرضِ التي أقسم لآبائكَ إبراهيم وإسحق ويعقوب أن يُعطيكَ مدناً عظيمةٍ حسنة لم تَبنِها، وبيوتاً مملُوءةٍ مِنْ كُلِّ خيرٍ لَمْ تَملأها وآباراً ( محفورةٍ ) لم تَحفرها وكُرُوماً وزيتُوناً لم تَغرسها لتأكل وتشبع. فاحذر أن تَنسى الرَّبَّ إلهك الذي أخرجكَ مِنْ أرضِ مِصر من
بيتِ العُبُوديَّة. بل الرَّبَّ إلهكَ تَتَّقي وإيَّاهُ وحده تَعبُدُ وبه تلتصق وبِاسمهِ تَحلفُ. لا تتبع آلهة أُخرى مِنْ آلهةِ الأُممِ التي حَولك. لأنَّ الرَّبَّ إلهنا هو إلهٌ غَيورٌ في وسطك لكي لا يشتد عليك غضبُ الرَّبّ إلهك فيبيدك عن وجهِ الأرض.
لا تُجرّبُ الرَّبَّ إلهك كما جرَّبتُمُوهُ في ذات المحنة. وبالحفظ احفظ وصَايا الرَّبّ إلهك والشهادات والحقوق التي أمرك بِها الرب. واصنع ما هو رضى وخير أمام الرَّبّ إلهك ليكون لكَ خيرٌ وتَدخل وترث الأرضَ الصالحة التي حَلفَ الرَّبُّ لآبائكَ. أن يطرد جميعَ أعدائِكَ مِنْ أمامكَ، كَما
قال الرَّبُّ. وإذا سَألكَ ابنُكَ غداً قائِلاً: ما هذه الشَّهاداتُ والفرائضُ والأحكامُ التي أوصاك بها إلهك فتقول لابنكَ، إنَّنا كُنَّا عَبيداً لِفرعَونَ في أرض مِصر فأخرجنا الرَّبُّ منها بيدٍ عزيزةٍ، وذراع رفيعة وصنعَ الرَّبُّ آياتٍ وعجائب عظيمةً ومخيفةً بأرض مِصر بِفرعونَ وجميع بيتهِ أمام أعيُننا.
وأخرجنا نحن من هُناكَ لِكَي يدخلنا ويُعطينا الأرضَ التي حَلف لآبائنا، وأمرنا الرَّبُّ أن نصنع هذه الفرائضَ ونخاف الرَّبَّ إلهنا لكي يكون لنا الخير جميع الأيَّام ونحيا كما في هذا اليوم. لتكن لنا رحمة إذا حَفِظنا
لجميع هذه الوصايا أمام الرَّبّ إلهنا كما أوصانا. إذا أدخلك الرَّبُّ إلهكَ إلى الأرضِ التي أنتَ داخلٌ إليها لتمتلكَها وأستأصل أمماً كَثيرةً عظيمة من أمام وجهك الحثِّيِّين والجرجاشيِّين والأمُوريِّين والكنعانيِّين والفرِزِّيِّين والحِوِّيِّين واليبُوسيِّين سبع أمم أعظم وأكثر منكَ وأسلمهُم الرَّبُّ إلهُكَ بين يديك فضربهم وأهلكهم هلاكاً.
لا تَقطع معهم عَهداً ولا ترحمهم ولا تُصاهرهُم، ابنتك لا تُعطها لابنهِ وابنتهُ لا تَأخُذها لابنكَ، لأنَّهُ يـرُدُّ ابنكَ مِنْ ورائي فيعبُدُ آلهةً أُخرى فيشتـد غضبُ الرَّبّ عليكُم ويُبيدكُم
سريعاً. لكن هكذا تَفعلُون بهم تَهدمُون مذابحهُم وتُكسّرُون أنصابهُم وتُقطّعُون سَواريهُم وتُحرقُون تَماثيلهُم بالنَّار.
لأنَّكَ شعبٌ مُقدَّسٌ لِلرَّبّ إلهكَ، وإيَّاكَ قد اختار الرَّبُّ إلهُكَ لتكُون لهُ شعباً خاصاً من جميع الأمم التي على وجهِ الأرضِ. ليس لأنكُم أكثر مِنْ جميع الأمم أحبكم الرَّبُّ واختاركُم الرَّبُّ الإله فإنما أنتم أقلُّ من جميع الشُّعُوبِ، لكن محبَّةِ الرَّبِّ لكم ومحافظته على القَسم الذي أقسمَ به لآبائكُم أخرجكُمُ الرَّبُّ بيدٍ عزيزةٍ وذراع رفيعة وفداكُم من بيت العُبُوديَّة من يدِ فِرعون ملك مِصر.
فاعْلَمْ أنَّ
الرَّبَّ إلهكَ هو الإلَهُ الأمينُ الحافظُ عهده ورحمته للذين يُحبُّونه ويحفظُون وصاياهُ إلى الآلاف الأجيال ويجازي الذين يُبغضُونهُ يجازيهم بوُجُوهِهم ليُهلكهُم. لا يبطئ عن أن يجازى مبغضيه، فيجازيهم حسب وجوههم.
فاحفظ الوصايا والفرائض والأحكام التي أنا أُوصيك اليوم أن تَعمَلَها. فإذا سمعت لهذه الفرائض والأحكام التي أنا أوصيك بها اليوم وعملت بها يحفظُ الرَّبُّ إلهك عهده ورحمته لك كما حلف لآبائكَ.
فيُحبُّك ويُباركُك ويُكثّرُك ويُباركُ ثمرة بطنكَ وثمرة أرضكَ وقمحكَ
وخمركَ وزيتكَ ونِتاج بقركَ وغنمكَ في الأرضِ التي أقسم الرب إلهك أن يُعطيها لك. وتكون مُباركاً بين جميع الأمم ولا يكُونُ عقيمٌ ولا عاقرٌ فيكَ ولا في بهائِمكَ. ويرُدُّ الرَّبُّ إلهك عنكَ كُلَّ مرضٍ وجميع أدواء مصر الخبيثة التي رأيتها وعرفتها لا يجلبها عليك بل يأتي بها على كل أعدائك ومُبغضيكَ.
وتأكُلُ جميع غنائم الأمم الذين يدفعهم إليك الرَّبُّ إلهُكَ، فلا تُشفق عيناكَ عليهم ولا تعبُد ألهتهُم فإن ذلك شركٌ لكَ. فإن قُلتَ في قلبكَ هؤلاء الأمم أكثرُ منِّي كيف أقدُرُ أن أستأصلهم، فلا تخفهُمُ. بل تذكر ما صنع
الرَّبُّ إلهُك بفـرعون وبسائر المصريّين، تلك التَّجارب العظيمة التي رأتها عيناكَ والآيـات والمعجزات الحسنة اليد العزيزة والذِّراع الرَّفيعة التي بها أخرجكَ الرَّبُّ إلهُكَ. هكذا يفعلُ الرَّبُّ إلهُكَ بجميع الأمم التي أنتَ خائفٌ منهم.
ويُرسلُ عليهم الرَّبُّ إلهُكَ الزَّنابير حتى يَفنى الباقُون والمُختفُون من وجهك. فلا تخاف ترهبهم لأنَّ الرَّبَّ إلهَكَ في وسطكَ إلهٌ عظيمٌ ومخُوفٌ. والرَّبَّ إلهَكَ يستأصل هؤلاء الأمم من قدام وجهك قليلاً قليلاً، إنك لا تستطيعُ أن تُفنيهُم سريعاً لئلا تصير الأرض مقفرة
عليك لئلا تَكثُر عليكَ وُحُوشُ البرّيَّة.
ويسلمهم الرَّبُّ إلهُك بيديك فتهلكهم هلاكاً عظيماً حتى تفنيهم. ويدفعُ مُلُوكهُم إلى يدكَ فتمحُو أسماءهُم من ذلك المكان ولا يستطيع أحد أن يقاومك حتى تُفنيهُم. وتماثيل آلهتهم تحرقها بالنَّار.
لا تشتهِ فضَّةً ولا ذهباً ممَّا عليها ولا تأخذ منها شيئاً لك لئلا تعثر بها لأنَّهُ رِجسٌ لدى الرَّبّ إلهِكَ. فلا تُدْخِلْ رجْساً إلى بيتكَ لئلا تكُون مُحَرَّماً مثلهُ. بل ابغضه بغضاً وأرذله رذلاً لأنَّهُ مُحَرَّمٌ.
مجداً للثالوث القدوس الهنا الى الأبد و إلى أبد الآباد كلها آمين
من سفر إشعياء النبي ( 3 : 1 ـ 14 )
هُوذا السَّيِّدُ ربُّ الجنود يَنزعُ مِن يهوذا ومِن أورشليم القوي والقوية كل سند خُبزٍ وكل سند ماءٍ، الجبَّار والمقتدر ورجل الحرب، والقاضي والنَّبي والعرَّافَ والشَّيخَ، وقائد الخمسين والوجيه والمُشير والماهر بين الصُّنَّاعِ وفاهم كلام الأسرار.
وأجعلُ صُبياناً رُؤساء لهم ويرين يتسلطون عليهم، ويقع الشعب الرَّجُلُ على الرَّجُل لصاحبه، ويتمرَّدُ الصَّبيُّ على الشَّيخ والدَّنِيءُ على الكريم والمرء
لصاحبه. ويمسك الرجل بأخيه في بيت أبيه قائلاً لك ثوبٌ فكن رئيساً علينا ويكون طعامي تحت سلطانك فيجيبه في ذلك اليوم قائلاً ليس في بيتي خُبز ولا ثوبَ، ولا أكون رئيساً عليك فلا أكون حاكماً على هذا الشَّعب.
لأنَّ أورشليم قد عثرت ويهوذا سقطت ولسانهما آثم غير مطيعين للرب والآن سقط مجدهم. وخزي وجوههم غطاهم جاهروا بخطيَّتهم كسدوم، ومثل عمورة أظهروها، فويلٌ لنفوسهم لأنَّهم تشاوروا مشورة سوء قائلين فلنربط البار فإنه لم يصلح لنا الآن فإنهم يأكلون
من ثمر طريقهم، ويشبعون من نفاقهم.
الويل للمنافق السوء، لأنه حسب أعمال يديه تأتي عليه. مسلطوا شعبي سلبوه، والنساء يسدن عليه، يا شعبي إن الذين يطوبونك يضلونك وطريق رجليك أفسدوها ولكن الآن سيأتي الرب للمحاكمة مع مشايخ الشعب ورؤسائه.
مجداً للثالوث القدوس الهنا الى الأبد و إلى أبد الآباد كلها آمين