154
من كتاب كلمة منفعة للبابا شنوده الثالث
الجزء الرابع
مياه كثيرة
قال سفر النشيد
مياه كثيرة لا تستطيع ان تطفئ المحبه ، والسيول لا تغمرها
نشيد الانشاد 8: 7
وينطبق هذا الكلام على المحبة بين الله والانسان
وكذلك عن المحبة التي بين الانسان واخيه الانسان
فان كانت المحبة قوية وثابتة ، لا يمكن ان تزعزعها الاسباب الخارجية ايا كانت كالبيت المبني على الصخر
انظروا محبة المسيح لتلاميذه كيف انها لم تتغير ولم تضعف .
فبطرس انكره ثلاث مرات ومع ذلك قال له الرب :
ارع غنمي ارع خرافي
وتوما شك فيه ، فلم يغضب منه ، بل ظهر له وقوى ايمانه ، وكذلك المجدلية .
والتلاميذ تفرقوا عند القبض عليه ، فبقيت محبته لهم كما هي .
كذلك محبة الله التي أظهرها نحو العالم الذى اخطأ ، نحو الذين رفضوه ، فظل يمد يده اليهم ، ويقرع ابوابهم ، ويرسل لهم الانبياء .
واخيرا بين الله محبته لنا ، لأننا ونحن بعد خطاة ، مات المسيح لأجلنا روميه 5 : 8
وانت ، هل محبتك لله ثابتة ؟ أم محبتك له تهتز أمام المياه الكثيرة؟
امام تجربة أو ضيقة أو مرض او وفاة ، او امام بعض الافكار او الشكوك؟
او بعض الخطايا او الرغبات او العثرات ....
انظر الي بولس الرسول كيف يقول :
لا شئ يفصلنا عن محبة المسيح ... لا موت ولا حياة ولا امور حاضرة ولا مستقبلة ولا شدة ولا ضيق ولا اضطهاد
روميه 8 : 35 - 39
ومحبتك لاصدقاءك واحبائك : هل هي ثابتة ايضا ؟
اما ان حادثا معينا قد يغير قلبك من جهة محبة عاشت معك سنوات طويلة ؟
كما يحدث احيانا في اسرة تنهار وتتفكك بعد عشر سنوات ، ولا تصمد امام المياه ، وقد تكون مياها كثيرة ....
هل تتغير محبتك من اجل كلمة لم تسترح لها اذناك ؟
او تصرف ضايقك ؟
او تأثير الاخرين عليك ؟
او ظروف خارجية او اسباب مالية ، او ......الخ؟
وحينئذ يرن في اذنيك قول الكتاب :
( عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى )
رؤيا 3 : 4