من كتاب كلمة منفعة الجزء الرابع للبابا شنودة الثالث
راحتك وراحة غيرك
الرجل النبيل لا يبني راحته على تعب الاخرين
بل النبيل هو الذي يضحي براحته لكي يريح غيره
قد تشعر الام ان راحتها في ان يكون ابنها الي جوارها
وفي نفس الوقت قد تكون راحة الابن في ان يبعد عن البيت
يسافر ، يهاجر ، او يترهب او ينفرد في بيت خاص مع زوجته
وهنا يكون النبل
ان تتركه أمه ولا تصر على راحتها الى جواره
قد تكون راحتك في ان تلهو وترفع صوتك او ترفع صوت الراديو او الميكروفون
او تقيم حفلة
ولكن النبل هو ان تضحي بكل هذا
ان كان غيرك محتاجا الى الهدوء للمذاكرة او للمرضى او للنوم
فلا يليق ان تحرمه من راحته لاجل متعتك
وقد تجد راحتك في ان تنفس عما في داخلك وتنتقد وتجرح شعور انسان
والنبل يقول لك لا
كثير من النبلاء كبار القلوب لا يشاءون ان ينافسوا غيرهم في شئ بل يتركون لهم المجال
حبا لهم وزهدا فيما يريدونه
وكما قال احد القديسين ازهد فيما هو في ايدي الناس يحبك الناس
الانسان النبيل يصمت ليعطي غيره الفرصة يتكلم فيها
ولكن ان اراد غيره ان يسمعه فحينئذ يتحدث
ليس معنى هذا ان النبيل يسير على هوى الناس ايا كان كلا
فان كانت راحة الناس في ما هو خطأ فانه لا يشترك معهم في ذلك
لان ارضاء الله اهم من ارضاء الناس
ولانه يريدللناس راحة حقيقية وهذه لا تكون في تشجيعهم على الخطأ
لذلك حاول ان تربح الناس على قدر طاقتك بشرط أن تربح ضميرك ايضا
مبتعدا عن التدليل الذي يتلف من هو اصغر منك
والطاعة التي تتلف من هو اكبر منك
والذي لم تستطيع ان تريحه بتحقيق رغباته الخاطئة حاول ان تريحه نفسيا
باقناعه او بكلمة طيبة
وكما قال الكتاب
ان كان ممكنا ، فحسب طاقتكم ، سالموا جميع الناس
رومية 12 : 18