كلمة منفعة للبابا شنودة الثالث
التوازن
ما اكثر الذين يتجهون في حياتهم الروحية الي اقصى اليمين ،أو الى اقصى اليسار ، ويتأرجحون بين نقيضين ...
وما اقل الذين يحفظون التوازن ، ويثبتون فيه..
مثال ذلك ، اشخاص روحيون ، يصومون في نسك شديد جدا خلال اسبوع الالم . ثم بعد ذلك في فترة الخمسين يوما ، تنحل ارادتهم تماما ،
ويأكلون بلا ضابط . وما استفادوه في الصوم ، يفقدونه كلية .
والسبب هو عدم وجود التوازن في حياتهم ...
ونفس الوضع يعمله البعض بالنسبة الى الصمت والكلام .
قد يسيرون في تدريب صمت كامل ، لا يحدثون احدا . ثم اذا ما انتهى التدريب ، يرجعون الى الكلام بكل أخطائه وبلا حرص .
والوضع السليم أن يحفظ الانسان الروحي توازنه في الصمت والكلام. فيعرف متى يتكلم و ان تكلم فما هي حدوده في كمية الكلام ونوعيته ايضا ...
كذلك يحتاج الانسان الى توازن في التعامل مع الناس :
فكثيرون لا يحفظون التوازن بين الوداعة والشجاعة في حياتهم .
فقد يبالغون في الوداعة حتى تتحول الى ضعف والى ليونه في الطبع . او قد يبالغون في الشجاعة حتى تتحول الى تهور واندفاع في غير حكمة ...
والوضع السليم ان يكون الانسان الروحي وديعا في شجاعته ، وشجاعا في وداعته ، يمزج الحكمة بهذه وتلك ...
كذلك في التربية ، التوازن بين التدليل والعنف .