5 من بستان الرهبان عن الجهاد #التراث_المسيحي_المسموع



+ قيل عن أنبا قاسينوس:
أنه أخذ مرة تليسا، ومضى إلى الاندر مع الحصادين وقال لصاحب الأندر: أعطيني قمحاً.
 فقال له: لماذا لم تأت لتحصد، فكنت تستحق أن تأخذ"؟، فقال له الشيخ: هل إذا لم يحصد الانسان لا يأخذ أجرة؟
 فأجابه لا يأخذ. فما كان من الشيخ إلا أن أنصرف، فقال له الأخوة الذين عاينوا ما حدث: لماذا فعلت هكذا يا أبانا؟، 
فقال لهم: سنة صنعتها لنفسي وهي: "أن لم يعلم الانسان ويتعب، فلن يأخذ أجرة من الله".

+ وقيل عن شيخ:
انه كان جالساً في البرية سنين كثيرة، وكان يتعب نفسه بأتعاب كثيرة، 
فلما رآه الأخوة هكذا، قالوا له: لماذا تعاني هذه الأتعاب الكثيرة في هذا الموضع القفر؟، 
فقال لهم الشيخ: هل رأيتم عذاب جهنم؟، قالوا: لا، فقال لهم: "أغفروا لي، 
فان هذا التعب جميعه الذي نكابده ههنا، لا يعادل عذاب يوم واحد في جهنم".

+ سأل أخ أنبا أرسانيوس:
أن يقول له كلمة فقال له الشيخ: "جاهد بكل قوتك، وأحيا حياة النسك، 
وعملك الخفي الذي في داخلك الذي تؤديه من أجل الله سوف يقهر أوجاعك الخارجية".
وسأل بعض الأخوة أحد الشيوخ عن تفسير قول القديس أرسانيوس فقال: 
"في هذه الحالة يسمي أرسانيوس أتعاب الجسد أوجاعاً لأن الأتعاب يطلق عليها أيضاً "أوجاع"، 
لأنها تضايق الذين يكدون وتجعلهم يشعرون بالتعب حسبما قاله القديس مقاريوس": "أقمع نفسك بالآلام والأتعاب من كل نوع من أنواع النسك". 
وهذا ما قاله أنبا أرسانيوس لهذا الأخ.
أعمل الصلاح بكل قوتك وأشتغل بأتعاب العقل أكثر من أي نوع من أنواع الأعمال الأخرى الجسدية، 
لأن أعمال الجسد تغرى وترضى شهوات الجسد أما أعمال العقل اعنى الفكر الذي في الله، والصلوات الدائمة، 
وإخضاع الفكر بالاتضاع فهي تحرر الانسان من كل الآلام وتقهر الشياطين وتنقى القلب، وتصير المحبة كاملة، وتجعل الانسان مستحقاً لإعلانات الروح.

+ وفى إحدى المناسبات عندما رأى أحد الآباء أنبا بيمن يصب ماء على قدميه قال أنبا اسحق لأنبا بيمن كمن له مطلق الحرية في الحديث أمامه: 
"كيف يكون هذا؟ فبينما يدرب الآباء أنفسهم على أتعاب شاقة، وأعمال نسك عظيمة حتى أنهم قمعوا أجسادهم نراك تغسل قدميك؟".
أجاب أنبا بيمين:
"أننا لم نتعلم أن نكون قاتلين لأجسادنا وإنما قاتلين لشهواتنا".
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -