+ قال القديس مقاريوس الكبير:
- ((جاهد في كل أنواع الميتات، في إماتة الجسد، أي أنه أن لم تكن لك إماتة الروح.
فجاهد في إماتة الجسد، وعندئذ ستعطى أيضاً إماتة الروح.
وهذا النوع من الموت سيجعلك تموت عن كل إنسان، وبعدئذ ستحصل على امتياز كونك مع الله الدوام)).
((أنت عبد الله فلا تعمل لغيره، ولا تتكل على غيره، ولا تدع غيره)).
- ((ان نيات الناس مختلفة حتى انه يمكن لإنسان بنية نشيطة وحارة أن يتقدم في ساعة واحدة ما
لا يمكن لغيره أن يتقدمه في خمسين سنة إذا كانت نيته متوانية)).
- ((وإذ قد علمت أنك ستأتي للدينونة فأسع فيما يخلص نفسك منها. أذكر الموت وتأهب لموافاته)).
- ((من يريد أن يأتي إلى الله ليستحق الحياة الدائمة وليكون مسكناً للسيد المسيح ويمتلئ من الروح القدس،
ينبغي عليه أولاً أن يكون مؤمناً ايماناً ثابتاً بالله وأن يتفرغ لعمل وصاياه،
ويرفض العالم بالكمال، فإذا عقله مشغولاً بشيء مما يرى، فحينئذ عليه أن يلازم الصلاة
ويكلف نفسه بالقيام بكل عمل صالح، وان كان قلبه لا يريد أما بسبب
قتال أو لتأصل عادة رديئة أو لعجز وقلة صبر فليجاهد ليختطف ملكوت السموات،
لأن الغاصبين يختطفونه. وليحرص أن يدخل من الباب الضيق ويسير في الطريق الكربة الموصلة إلى الحياة الأبدية،
ويجعل الله بين عينيه دائماً أبداً مداوماً على عمل ما يرضيه وحده، فاذا درب الانسان نفسه على أن
يتعود ذلك ذاكراً الرب دائماً مُترجياً إياه بشوق كثير، - فحينئذ يخلصه الرب من الأعداء
ومن الخطية الساكنة فيه ويملأه من نعمة الروح القدس. وهكذا يستطيع أن يعمل الفضائل بالحقيقة بدون تعب ولا تكلف لأن الرب يعينه)).